قال الله عز وجل :
{ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ *فَقَالَ
إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ }
ص : 31, 32 , 33
قال العلامة السعدي رحمه الله:
لما عرضت عليه الخيل الجياد السبق الصافنات أي: التي من وصفها الصفون، وهو رفع إحدى قوائمها عند الوقوف، وكان لها منظر رائق، وجمال معجب، خصوصا للمحتاج إليها كالملوك، فما زالت تعرض عليه حتى غابت الشمس في الحجاب، فألهته عن صلاة المساء وذكره.
فقال ندما على ما مضى منه، وتقربا إلى الله بما
ألهاه عن ذكره، وتقديما لحب الله على حب غيره
ثم جعل يعقرها بسيفه، في سوقها وأعناقها.
ومما يستفاد من هذه الاية
منها :تقديم سليمان محبة الله تعالى على محبة كل شيء.
أن كل ما أشغل العبد عن اللّه، فإنه مشئوم مذموم، فَلْيُفَارِقْه ولْيُقْبِلْ على ما هو أنفع له.
ومنها: القاعدة المشهورة
"من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه"
فسليمان عليه السلام عقر الجياد الصافنات
المحبوبة للنفوس، تقديما لمحبة اللّه، فعوضهلله خيرا من ذلك، بأن سخر له الريح الرخاء
اللينة، التي تجري بأمره إلى حيث أراد وقصد، غدوها شهر، ورواحها شهر، وسخر له الشياطين أهل الاقتدار على الأعمال التي لا يقدر عليها الآدميون .
من تفسير العلامة السعدي رحمه الله
منقول